نظرة عامة
إن البيئة الطبيعية في تدهور مستمر، وفي بعض الأحيان بصورة دائمة وذلك بسبب النمو السكاني المطّرد وتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية والاستهلاك المفرط للعديد من الموارد الطبيعية، وقد أدركت جميع حكومات العالم خطورة الأمر وبالتالي بدأت بلدان كثيرة ومن بينها حكومة سلطنة عمان، بفرض قيود وفي بعض الأحيان حظر على الأنشطة المسببة للتدهور البيئي.
تعرّف حماية البيئة في جميع أنحاء العالم على أنها نشاطات يمارسها الأفراد والمنظمات والحكومات بهدف حماية البيئة الطبيعية وإحيائها في نهاية المطاف. وفي جامعة ظفار تتمثل الأهداف الرئيسية لحماية البيئة بالحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية الحالية ، وإصلاح الضرر الواقع بقدر الإمكان.
لقد أصبحت دول الشرق الأوسط جزءا من النشاط البيئي الإسلامي المشترك الذي انطلق في جدة عام 2002. وتحت مظلة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، تلتقي الدول الأعضاء في مؤتمر وزراء البيئة في الدول الإسلامية كل عامين، مع التركيز على أهمية حماية البيئة والتنمية المستدامة. وفي أغسطس 2019، فازت سلطنة عمان بجائزة حماية البيئة في المملكة العربية السعودية لعام 2018-2019.
تسترشد الحكومة العمانية برؤية واضحة للحفاظ على بيئتها وقد اتخذت خطوات ملموسة لحماية البيئة وضمان التوازن المتجدد في خطط التنمية واستخدام مواردها الطبيعية. وفي هذا المضمار، تلتزم جامعة ظفار برؤية حكومة سلطنة عمان التزاماً كاملاً وقد اتخذت عددًا من الخطوات في هذا الاتجاه.
هدف الاستدامة
تعتبر التنمية المستدامة الأولوية الرئيسية لجامعة ظفار مع التأكيد الكامل على العناصر الثلاثة للاستدامة والتي تتمثل في الاقتصاد والبيئة والإنصاف. تعمل الجامعة على توعية الطلاب بأهمية البيئة والحرص على السعي نحو مستقبل مشرق لنا جميعًا ذلك أن رؤية عمان 2040 تركز على قضايا البيئة وتأثيرها والحاجة إلى إدراك أهميتها.
تحرص البرامج الأكاديمية لجامعة ظفار على تزويد الطلبة بخيار دراسة مقررات حول البيئة وينشط أعضاء هيئة التدريس والطلبة بمشاركاتهم في الحملة البيئية للحفاظ على الطاقة، وإعادة تدوير النفايات، واستخدام المواد البلاستيكية، وتوفير الكهرباء، ومصادر الطاقة المتجددة، وانبعاثات الوقود والنقل، والمبادرة الخضراء وغيرها من النشاطات.
بالتعاون مع إدارة شؤون الطلاب وإدارات الكليات بالجامعة وخدمة المجتمع المحلي ومركز التعليم المستمر، ينشط المجلس الاستشاري الطلابي بتنظيم العديد من الحملات التي تهدف إلى توعية طلبة وموظفي الجامعة. كما يتم تنفيذ مشروع بحثي حول البيت البيئي، ومشروع الطاقة المتجددة، والحفاظ على المياه وغيرها من المشاريع بدعم من إدارة البحث العلمي في الجامعة. وتعد المبادرات على مستوى الحرم الجامعي جزءًا أساسيًا من النشاطات المنفذة لجعل جامعة ظفار أكثر استدامة. كما يمكن للأفراد أيضاً المساهمة لإحداث فارق في الاستدامة البيئية.
ومما تشمله المبادرة الرئيسية الجاري تنفيذها في جامعة ظفار لحماية البيئة ما يأتي:
- الحفاظ على الطاقة والمياه
- الترشيد والتدوير وإعادة الاستخدام
- الحد من تلوث الهواء
- التشجير ومشروع الجامعة الخضراء
- الإنصاف والتماسك الاجتماعي
الحفاظ على الطاقة والمياه
نظرة عامة
يعتبر الحفاظ على الطاقة والمياه أمرٌ ضروري على مستوى العالم لأن كلّاً من هذين الموردين الطبيعيين له إمداد محدود. تستخدم جامعة ظفار في أغلب الأحيان مصادر الطاقة التقليدية لتلبية احتياجاتها من الطاقة وتشكل تكلفة الطاقة جزءا كبيرا من النفقات المتكررة. وبالتالي فإنّ الحفاظ على الطاقة من شأنه أن يفضي إلى توفير كبير في نفقات الجامعة. تستهلك جامعة ظفار أيضاً كمية كبيرة من الماء إذ تشكل تكاليف استهلاك الماء جزءا كبيراً أيضاً من النفقات المتكررة. علاوة على ذلك ، فإن أي خفض في استهلاك المياه يعني أيضًا خفض في قيمة فاتورة الطاقة إذ يتطلب تزويد المستخدمين النهائيين بالمياه استهلاك كميات كبيرة من الطاقة.
سياسة الحفاظ على الطاقة والمياه
لدى جامعة ظفار سياسة لترشيد استهلاك الطاقة والمياه ، والتي توفر إطارا للحفاظ على الطاقة والمياه وذلك لتقليل استهلاكهما والحد من تكلفتهما المالية للجامعة.
المسؤولية
تقع المسؤولية العامة في ترشيد استهلاك الطاقة والمياه على عاتق دائرة الشؤون الفنية، ودائرة الشؤون الإدارية ومدير خدمات سكن الطلاب، ومع ذلك فهي أيضا مسؤولية أخلاقية لجميع المستفيدين الذين يستخدمون هذه الموارد.
يتمثل المبدأ الأساسي للحفاظ على الطاقة والمياه في جامعة ظفار في أن لا تتم ممارسة ذلك مرة واحدة فقط بل لا بدّ من استدامة الممارسة والسعي المستمر للالتزام بالمبدأ بمشاركة ودعم جميع المستفيدين فكل قطرة ماء وكل وحدة من الطاقة يتم توفيرها لها أهميتها. وربما تبدو الكميات التي يتم توفيرها صغيرة لكن عندما تتراكم فإنها تصبح ذات قيمة كبيرة. لذلك يجب أن نضمن التزامنا جميعًا بدورنا والمساهمة في توفير الطاقة والمياه.
تطبيق الحفاظ على الطاقة والمياه في جامعة ظفار
تنفذ دائرة الشؤون الفنية برامج التوعية حول أهمية الحفاظ على الطاقة والمياه وكيفية ممارسة ذلك بانتظام، ومن وقتٍ لآخر تحث الدائرة جميع المستخدمين على اتباع التعليمات والإرشادات الصادرة عنها من وقت لآخر، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في الحفاظ على الطاقة والمياه.
يجب إبلاغ السلطات المختصة على الفور في حال حصول أي هدر في الطاقة أو الماء، وفي حالات الطوارئ يمكن الاتصال بالشخص المسؤول عبر الأرقام المعلن عنها في جميع الأماكن البارزة في مباني جامعة ظفار. وفي حال حصول أي هدر في الطاقة أو المياه وإبلاغ السلطات المعنية بالأمر يجب معالجة الأمر على الفور.
كما يجب إعطاء الأولوية لاستخدام الضوء الطبيعي كلما كان بالإمكان. وبما أنّ أجهزة التكييف تستهلك أقصى قدر من الطاقة، يُنصح جميع المستخدمين بضبط درجة الحرارة على المستوى الأمثل وفقًا لحاجتهم. ويجب تجنب استخدام المصعد للنزول بقدر الإمكان. وبدلاً من ذلك ، يمكن استخدم الدرج ، والذي سيكون تمرينًا بدنيًا جيدًا أيضًا.
يجب على دائرة الشؤون الفنية استكشاف إمكانيات استخدام الطاقة الشمسية ، كلما أمكن ذلك. وعند استبدال المعدات الإلكترونية القديمة والتجهيزات الصحية ، يجب التأكد من أن الأجهزة الجديدة ستؤدي إلى الحفاظ على المياه.
يجب أن تؤدي دائرة الشؤون الفنية دوراً استباقياً في إجراء الفحص الدوري والصيانة الوقائية. وعلى مدير خدمات سكن الطلاب توجيه مشرفي السكن للتأكد من توعية الطلاب حول أهمية الحفاظ على الطاقة والمياه والمساهمة في ذلك. يجب أيضاً أن يكون الجدول الزمني لسقي النباتات والمساحات الخضراء في الحرم الجامعي في وقت مبكر من الصباح أو في وقت متأخر من المساء بحيث يتم استهلاك كمية مثلى من المياه وبحدّ أدنى من الفاقد بسبب التبخر.
الترشيد والتدوير وإعادة الاستخدام
يتم تحقيق ذلك في جامعة ظفار من خلال عدة مبادرات تشتمل على ما يلي:
الحد من الطباعة من خلال القراءة من على الشاشة
تشجع جامعة ظفار على انتهاج القراءة الإلكترونية بدلاً من استخدام الورق والملاحظات المطبوعة. مع توافر كل الموارد تقريباً على الشاشة الإلكترونية وبعد أن أصبح تدوين الملاحظات على الجهاز أبسط من أي وقت مضى يجب على الطلبة قراءة الأشياء من على أجهزتهم الشخصية بدلاً من طباعتها. كما أنّ نظام إدارة التعلم المستخدم للطلاب Moodle يحتوي على جميع المواد التعليمية المتاحة بسهولة والتي يمكن تنزيلها بسهولة على الأجهزة الشخصية وبالتالي لا توجد حاجة إلى طباعتها على الإطلاق.
الحد من استخدام البلاستيك والمواد البلاستيكية
يجب بذل الجهود لتقليل استخدام البلاستيك في الحرم الجامعي والاقتصار على استخدام مواد قابلة للتحلل الحيوي للتغليف. يحرص قسم التوعية المجتمعية على نشر الوعي بين الطلاب من خلال تنظيم حملات مختلفة مثل تنظيف الشاطئ، والمشي من أجل بيئة نظيفة، والابتعاد عن استخدام البلاستيك.
الحفاظ على البيئة المحلية
تعمل جامعة ظفارعلى توعية المجتمع المحلي من خلال إعطاء الفرصة للناشطين البارزين والباحثين العلميين لإلقاء خطابات ومحاضرات حول أهمية الحفاظ على البيئة المحلية وخاصة النباتات والحيوانات في الجبال والنظام البيئي البحري.
مشروع البيت البيئي
من أجل خلق الوعي والإدراك بين الطلبة الذين يعتبرون مستقبل الوطن، تم تنفيذ مشروع البيت البيئي بمنحة من مجلس البحث العلمي. إذ قام فريق من طلبة قسم العمارة بتصميم وبناء منزل صديق للبيئة مؤلف من طابقين في الحرم الجامعي وتتوفر في البيت البيئي كل الشروط اللازمة للحفاظ على الطاقة. وهو نموذج يحتذى به حول كيفية بناء منزل بحيث يكون موفرًا للطاقة ويحافظ عليها.
الحد من تلوث الهواء
يتم تحقيق ذلك من خلال برامج التوعية والسياسات المرتبطة بها
الحد من انبعاثات الكربون
أطلقت جامعة ظفار مبادرة للسماح لجميع أصحاب المصلحة بإدراك نوع البصمة الكربونية التي يتركها كل فرد وراءه بسبب نشاطاته واستخدام الوقود الأحفوري. وتتبع الجامعة سياسة نقل تركز على تقليل استخدام وقود السيارات ومركبات النقل من خلال تعزيز ثقافة استخدام وسائط النقل بشكل جماعي بهدف التنقل.
سياسة النقل
لدى جامعة ظفار سياسة نقل توفر إطارًا لتنظيم ومراقبة دخول وخروج وحركة ومواقف السيارات داخل الحرم الجامعي وأيضًا إرشادات للطلبة والموظفين والزوار الذين يستخدمون هذه المركبات.
وفقًا لهذه السياسة ، لا يُسمح للسيارات العامة والمركبات التي يقودها السائقون بالبقاء في حرم الجامعة لأكثر من ساعة واحدة. ويُنصح الطلبة بشكل عام باستخدام المركبات العامة التي تتضمن وسائل النقل الجماعي. كما تنصح الجامعة الطلبة والموظفين الذين يستخدمون السيارات الخاصة بالاستفادة القصوى من ترتيبات الاستخدام الجماعي للسيارات الخاصة. ويتمثل الهدف من ذلك في تقليل عدد المركبات في الحرم الجامعي وبالتالي الحد من التلوث.
التشجير ومشروع الجامعة الخضراء
تحت رعاية معالي محمد بن سالم التوبي، وزير البيئة والشؤون المناخية الأسبق، أطلقت وزارة البيئة والشؤون المناخية في سلطنة عمان مبادرة وطنية لزراعة عشرة ملايين شجرة برية، وذلك في إطار الاحتفال بيوم البيئة العماني الذي يوافق 8 يناير من كل عام.
تلتزم جامعة ظفار وتشارك في هذا المشروع الذي يهدف إلى إصلاح الضرر وإحياء البيئة الطبيعية. وبالتالي، يشارك طلبة وأعضاء هيئة التدريس بجامعة ظفار أنفسهم في الأنشطة ذات الصلة داخل الحرم الجامعي من خلال "مشروع الجامعة الخضراء" و"مشاريع التشجير". يشرف مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر على تنفيذ هذه المشاريع على مدار العام بالتنسيق الوثيق مع إدارات الكليات ودائرة شؤون الطلاب.
الإنصاف والتماسك الاجتماعي
تضمن جامعة ظفار اتباع مبدأ الإنصاف في جميع سياساتها وممارساتها في إطار القوانين الوطنية. فالسياسة الوطنية نفسها تدعو إلى التماسك الاجتماعي وعدم التمييز على أساس الجنس أو الطبقة أو العقيدة أو الدين أو اللون.
كما تحرص جامعة ظفار على ممارسة سياسة التماسك الاجتماعي والإنصاف وهناك العديد من المبادرات المطبقة للتأكد من أنها تنعكس بوضوح كبير على جميع سياساتها.
الموظفون – تقدم جامعة ظفار فرص عمل متكافئة في توظيف أعضاء هيئة التدريس والموظفين الذين تم اختيارهم من أكثر من 20 جنسية ويتبعون ديانات وأعراق مختلفة ويمثلون قيما اجتماعية مختلفة.
الطلاب ذوي الإعاقة- تقدم جامعة ظفار التحديد الدعم والمساعدة للطلاب ذوي الإعاقة على وجه التحديد والذين يشكلون أيضًا مجموعة أقلية داخل الحرم الجامعي ويهتم مركز مختص بجميع احتياجاتهم وحقوقهم.
الطلاب ذوي الإعاقة تقدم جامعة ظفار التحديد الدعم والمساعدة للطلاب ذوي الإعاقة على وجه التحديد والذين يشكلون أيضًا مجموعة أقلية داخل الحرم الجامعي ويهتم مركز مختص بجميع احتياجاتهم وحقوقهم.
تعليم الإناث – يتمثل الهدف الاستراتيجي لجامعة ظفار بتشجيع تعليم الإناث ، وبالتالي توفر الجامعة سكنًا مجانيًا للطالبات ، وطعامًا مجانيًا خلال شهر رمضان ، ووسائل نقل مجانية ، إلخ ، لتشجيع الإناث على الالتحاق بالبرامج الأكاديمية المختلفة. وتعتبر المساواة بين الجنسين أمر حتمي وملزم وبالتالي فهو يحظى بتشجيع الجامعة ودعمها.